
Call Me 123-456-7890

Factors that Favoured Europen Integration Post WWII
يناير 21
5 min read
0
0
0
تطورات ساعدت على دفع التكامل الاوروبى بعد الحرب العالمية الثانية
مقدمة
1- مع نهاية الحرب العالمية الثانية شهدت البيئة الدولية عدة تطورات دفعت فى مجملها اتساع دائرة الدول الاوروبية التى تبنت اهمية، بل وضرورة، اطلاق تحركات اوروبية سريعة من اجل ايجاد صيغ لتكامل اوروبى يعيد احياء القارة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وتوفير الضمانات القوية لعدم تكرار تحول القارة مرة اخرى مستقبلا الى ساحة معارك عالمية او حتى اندلاع حروب اقليمية مدمرة.
2- القوى المنتصرة لم تتمكن من وضع اطر تعاون مستمر فيما بينها فى مرحلة ما بعد الحرب، و من هنا صاحب جهود عودة الاستقرار السياسى واطلاق التعافى الاقتصادى للقارة اجواء من التوتر والمواقف التصا دمية بين تلك الاطراف. من ناحية تحرك الاتحاد السوفييتى سريعا لفرض سيطرته على دول شرق اوروبا، وبالتوازى تحركت الولايات المتحدة ايضا استنادا على نظرية ترومان[1] Truman Doctrine التى اعلنت فى مارس 1947و اكدت عدم انتهاء الدور الامريكى على الساحة الدولية مع انتهاء الحرب، ومن ذلك مشروعها لاعادة البناء الاقتصادى لدول غرب اوروبا وانشاء كتلة جديدة فى غرب القارة لموازنة التكتل الجديد فى شرقها.
مشروع مارشال
احد اهم اركان التحرك الامريكى لترسيخ النفوذ الجيو- سياسى للولايات المتحدة الامريكية فى غرب اوروبا كان "برنامج التعافى الاوروبى" [2] والمعروف باسم "مشروع مارشال" والذى اطلق عام 1948 لتوفير الدعم الخارجى لدول غرب اوروبا والذى امتد من ابريل 1948 حتى عام 1951 وبلغ تمويله من الجانب الامريكى نحو 13 مليار دولار، وتم الاعلان عنه على لسان وزير الخارجية الامريكى جورج مارشال فى خطاب له بجامعة هارفارد فى يونيو 1947.
اهداف المشروع تمركزت حول اعادة بناء الاقاليم المدمرة، ازالة العوائق التجارية، تحديث الصناعة، رفع مستوى معيشة الشعوب و دفع التكامل الاقتصادى بين دول غرب اوروبا مع زيادة الانتاج وتبنى نظم اقتصادية ممثالة لما هو معمول به فى الولايات المتحدة الامريكية، و على الصعيد السياسى محاربة انتشار الشيوعية. كان لدى الجانب الامريكى قناعة بان الاستقرار الاقتصادى سوف يستتبعه استقرار سياسى فى اوروبا، وان كان قد اشترط ايضا ان تتولى الدول الاوروبية ذاتها تنظيم وادارة المشروع وهو ما شكل تحديا للقيادات الاوروبية من اجل التعاون ووضع خطط وبرامج اعادة بناء القارة.
تم توزيع المعونات الامريكية وفق معيار تعداد السكان بصفة عامة وان كان قد تم منح افضلية للقوى الاقتصادية الرئيسية انطلاقا من الرأى السائد بان اعادة انتعاش اقتصاديات هذه الدول يعد اساسيا للتعافى الاوروبى بشكل عام. اكثر المتلقين للمعونات كانت المملكة المتحدة بنسبة 26% من الاجمالى يليها فرنسا بنسبة 18% ثم المانيا الغربية بنسبة 11%. بلغ عدد الدول الاوروبية المستفيدة من المشروع منذ اطلاقه 16 دولة، هى: النمسا، بلجيكا، الدنمرك، فرنسا، اليونان، ايسلاندا، ا يرلندا، ايطاليا، لوكسمبورج، هولندا، النرويج، البرتغال، السويد، سويسرا، تركيا، المملكة المتحدة، و انضمت جمهورية المانيا الفيدرالية الى المشروع بعد تأسيسها عام 1949.
المنظمة الاوروبية للتعاون الاقتصادى
ارتباطا بمشروع مارشال قامت الدول الستة عشر المعنية بالمشروع بالتوقيع فى 16 ابريل 1948 فى باريس على معاهدة انشاء " المنظمة الاوروبية للتعاون الاقتصادى"[3]و كانت المهمة الفورية الرئيسية للمنظمة تقسيم فيما بين الدول الموقعة معونات مشروع مارشال وتولى الاشراف على هذه العملية، اخذا فى الاعتبار المطلب الامركى بتولى الدول الاوروبية ذاتها هذه العملية. فيما بعد عملت المنظمة على خفض العوائق الجمركية و التشريعية على الواردات، بغرض دفع عجلة التجارة العالمية. من هذا المنظور تم عقد اتفاقيات لانشاء منظومة متعددة الاطراف للمدفوعات الدولية تحت ادارة "اتحاد المدفوعات الاوروبى". فيما بعد شجعت المنظمة انشاء مناطق تجارة حرة، وفى عام 1961 تم الاتفاق على تحويلها الى منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية[4] مع انضمام الولايات المتحدة وكندا و فى عام 1964 انضمت اليابان، و تولت مهمة ودور تنسيق الانشطة الاقتصادية للغرب.
منظمة حلف شمال الاطلسى- الناتو[5]
فى 4 ابريل 1949 و بدفعات امريكية ومن خلال معاهدة واشنطن قامت دول غرب اوروبا بتنظيم نفسها ايضا على الصعيد العسكر من خلال انشاء منظمة حلف شمال الاطلسى المعروفة اختصارا بالناتو وضمت وقتئذ 12 دولة مؤسسة هى بلجيكا، كندا، الدنمرك، فرنسا، ايسلاندا، ايطاليا، لوكسمبورج هولندا، النرويج، البرتغال، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الامريكية(وتضم حاليا 32 دولة). وبالرغم من ان العضوية لم تقتصر على الدول الاوروبية فقد شكلت الناتو اول نموذج للتكامل على المستوى الاستراتيجى-العسكرى والسياسى لدول غرب اوروبا.
مجلس اوروبا[6]
فى 5 مايو 1949 تم انشاء مجلس اوروبا الذى تم التوقيع على نظامه الاساسى فى لندن بغرض توفير تعاون اوثق بين الدول الاعضاء لحماية المبادئ السياسية والحريات التى تشكل "ارث مشترك للحضارة والديموقراطية". وقد حدد المجلس ثلاثة اهداف رئيسية لعمله هى حقوق الانسان، الديموقراطية وحكم القانون. الدول المؤسسة هى بلجيكا والدنمارك وفرنسا وإيرلندا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا والنرويج والسويد والمملكة المتحدة. انضمت اليونان بعد ثلاثة أشهر وأيسلندا وتركيا وألمانيا الغربية في العام التالي، ويضم حاليا 47 دولة عضو ومقره لوكسمبورج. ويعمل المجلس ايضا على دفع التعاون فى المجالات ذات الاهتمام المشترك لاعضائه، باستثناء موضوعات الدفاع الوطنى، وتشجيع عقد اتفاقيات فى المجالات الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية، العلمية، و القانونية اضافة الى مراقبة احترام حقوق الانسان والحريات الاساسية. وهو اقدم منظمة دولية اوروبية.
تعليق ختامى
مشروع مارشال، المنظمة الاوروبية للتعاون الاقتصادى، منظمة حلف شمال الاطلسى، مجلس اوروبا، كلها نماذج لاطر تعاون متعدد الاطراف على الصعيد الاوروبى عكست اهمية قصوى للتكامل الاقليمى ودفعت بدول غرب اوروبا فى السير بخطى اعمق فى هذا الاتجاه كانت اولى ثمارها الجماعة الاوروبية للفحم والصلب عام 1951 ثم الجماعة الاقتصادية الاوروبية والجماعة الاوروبية للطاقة الذرية عام 1957.
فى هذا الصدد كانت ثلاث توجهات اساسية قد تشكلت عبر سنوات لتحقيق ذلك الهدف:
أ- النموذج الفيدرالي[7]: وهنا يرى مؤيدو هذا التوجه انشاء دولة فيدرالية اوروبية تكون، و مع احترام الهوية الوطنية الفردية، قادرة على تأسيس اندماج حقيقى بين الشعوب الاوروبية وتفادى تكرار الصراعات التى جعلت من القارة الاوروبية مسرحا لحروب مدمرة. من الناحية العملية كان هذا التوجه يرتكن على انشاء كيان مماثل لنموذج الدولة الفيدرالية اكثر من كونه مجرد منظمة دولية للتعاون فيما-بين-الحكومات.
ب- النموذج الكونفيدرالي[8]: الهدف هنا انشاء نموذج للتعاون فيما بين الحكومات دون المساس باى من الصلاحيات السيادية للدول الاعضاء فرادى. وفق هذه الرؤية تبقى الدول الاعضاء هى صاحبة شرعية التعبير عن الارادة الجماعية وتحديد و باتفاق مشت رك توجهات ومسارات عملية التعاون( من اهم مؤيديها وينستون تشيرشل وشارلز ديجول).
ج- النظرية الوظيفية[9]: تقع فى منتصف الطريق بين الموقفين المذكورين. وفق مؤيدى هذه النظرية فان الاندماج الاوروبى يجب ان يتحقق تدريجيا من خلال نقل تدريجى للوظائف والمهام فى قطاعات محددة الى مؤسسات مستقلة عن الدول الاعضاء، قادرة على ادارة بشكل مستقل الموارد المشتركة. وقد تم بالفعل تحقيق اندماج قطاعى من خلال انشاء الجماعة الاوروبية للفحم والصلب عام 1951 و فى عام 1957 الجماعة الاقتصادية الاوروبية والجماعة الاوروبية للطاقة الذرية.
اكثر من كونها نظرية ثالثة فان النموذج الوظيفى يمكن النظر اليه باعتباره مرحلة وسطية نحو اتحاد من النوع الفيدرالى على اعتبار ان الفكرة الاساسية هى ان الاندماج فى قطاع محدد يترتب عليه بالضرورة تعاون ايضا فى قطاعت اخرى وثيقة الارتباط بهذا القطاع بما يدفع الى انتقال اوسع للصلاحيات والاختصاصات من المؤسسات والاجهزة الوطنية الى مؤسسات واجهزة فوق-وطنية[10] ( من اهم مؤيديها جان مونيت و روبيرت شومان) .
[1] Truman Doctrine.
[2] European Recovery Program- ERP.
[3] The Organisation for European Economic Cooperations (OEEC).
[4] The Organisation for Economic Cooperation and Development (OECD).
[5] North Atlantic Treaty Organization (NATO).
[6] Council of Europe.
[7] Federal Model.
[8] Confederal Model.
[9] Functional Theory.
[10] Spill Over Effect.