Defence/A Strategic Compass For Security and Defence

بوصلة استراتيجية للامن والدفاع[1]

A Strategic Compass For Security and Defence

مقدمة

1- البوصلة الاستراتيجية للامن والدفاع للاتحاد الاوروبى هى خطة طموحة لدعم الامن والدفاع بحلول 2030 وقد تم رسميا اعتماد البوصلة عام 2022، و تهدف الى التقدم نحو ثقافة استراتيجية ذات نظرة مستقبلية مشتركة و جعل اوروبا مصدر اقوى واكثر قدرة على توفير الامن وحماية المواطنين والمساهمة فى السلام والامن الدوليين. ومنذ ذلك التاريخ وفق تقديرات الاتحاد اصبحت ساحة التهديدات العالمية اكثر خطورة كما انه ومع عدوان روسيا على اوكرانيا والتغيرات الجيوسياسية الكبيرة  فى العالم فان البوصلة تكتسب اهمية اضافية كبرى.

2- سوف تعمل البوصلة على دعم الاستقلالية الاستراتيجية للاتحاد وقدرته على العمل مع شركاء لحماية قيمه ومصالحه، كما ان وجود اتحاد اوروبى اقوى واكثر قدرة على صعيد الامن والدفاع سوف يساهم ايجابيا ايضا لدعم الامن الدولى وعبر الاطلسى ودعم للناتو، الذى يبقى الركيزة الاساسية للدفاع المشترك عن اعضائه.

3- البوصلة الاستراتيجية توفر تقييما مشتركا للبيئة الاستراتيجية التى يعمل فيها الاتحاد وللمخاطر والتحديات، و تضع مقترحات ملموسىة وقابلة للتطبيق، مع جدول زمنى دقيق للتنفيذ، من اجل زيادة قدرة الاتحاد للعمل بفاعلية وحسم فى الازمات وحماية امنه ومواطنيه.

4- البوصلة الاستراتيجية تغطى كافة جوانب سياسة الامن والدفاع  للاتحاد وهيكلها يقوم على اربع دعائم: اعمل، استثمر، تشارك وامن. 

تقرير عام 2024 حول ما احرز من تقدم فى تطبيق البوصلة الاستراتيجية للامن والدفاع

1- منذ اعتماد البوصلة الاستراتيجية فى مارس 2022 تم التحرك السريع لتطبيق العديد من الاهداف التى وضعتها.

2- الاعتداء الروسى على اوكرانيا اضاف مزيد من الاهمية والعجلة لجهود جعل اوروبا اقوى و ان تكون لاعب اكثر مصداقية فى مجال الامن والدفاع. وكان رد الفعل على العدوان الروسى موحدا وغير مسبوق منذ البداية، مع تفعيل سريع للبوصلة الاستراتيجية وتعبئة الادوات المنصوص عليها عبر دعاماتها الاربع. وشمل ذلك امداد معدات قتالية وغير قتالية، تدريب اكثر من 40 الف عسكرى اوكرانى، بناء القدرات للقوات المسلحة الاوكرانية، وضع هدف تدريبى جديد لنحو 60 الف من العسكريين الاوكرانيين.

3- استرشادا بالبوصلة يستمر الاتحاد فى التقدم نحو القدرة على النفاذ الى مجالات استراتيجية وقد  تم خلال عام 2023 تحديث الاستراتيجيات القائمة ووضع عدد جديد منها ومنذ بداية العام الماضى تم اطلاق بعثات وعمليات جديدة فى اطار السياسة الامنية والدفاعية المشتركة للاتحاد، على سبيل المثال العملية البحرية Aspides  فى البحر الاحمر، المبادرة الامنية والدفاعية للاتحاد فى خليج غينيا وبعثة الاتحاد فى ارمينيا فى ضوء تراجع الوضع الامنى على الحدود مع ازربيدجان. .

محاور البوصلة الاستراتيجية

اولا :اعمل

العمل سريعا وبقوة لدى اندلاع ازمة ما، مع شركاء ان امكن والاتحاد بمفرده لدى الضرورة، ويقوم الاتحاد بما يلى:

·        تشكيل قوة تدخل سريع لقوات قوامها يصل الى 5000 للتعامل مع مختلف انواع الازمات.

·        ان يكون على استعداد لنشر بعثات من 200 من خبراء السياسة الامنية والدفاعية المشتركة مجهزين بالكامل  خلال 30 يوما، بما فى ذلك العمل فى بيئات معقدة.

·        اجراء مناورات حية على الارض و فى البحار.

·        دعم الحراك العسكرى.

·        دعم البعثات المدنية والعسكرية التابعة للسياسة الامنية والدفاعية المشتركة للاتحاد من خلال

تشجيع آليات اتخاذ قرار سريعة واكثر مرونة، والتحرك بشكل اكثر صلابة وضمان تضامن مالى اكبر..

·        الاستخدام الكامل لصندوق السلم الاوروبى لدعم الشركاء.

ثانيا: امن

من اجل دعم قدرات الاتحاد على استباق، ردع، والرد على المخاطر والتهديدات الحالية والمستجدة، وحماية المصلحة الامنية للاتحاد، يقوم الاخير بما يلى:

·        دعم قدرات التحليل المخابراتى للاتحاد.

·        انشاء صندوق ادوات متنوعة وفرق تدخل سريع من خلال تجميع ادوات مختلفة لرصد والرد على قائمة واسعة من التهديدات المتنوعة.

·        مزيد من التطوير للصندوق الدبلوماسى السيبرانى وانشاء سياسة سيبرانية دفاعية للاتحاد ليكون على استعداد افضل لمواجهة والرد على الهجمات السيبرانية.

·        انشاء صندوق ادوات للتعامل مع التدخل الخارجى والتضليل المعلوماتى.

·        تطوير استراتيجية فضاء للاتحاد للامن والدفاع.

·        تعزيز دور الاتحاد كلاعب فى مجال الامن البحرى.

ثالثا: استثمر

الدول الاعضاء تعهدت بزيادة نفقاتها العسكرية لكى تتوافق مع التطلعات الجمعية بغرض تضييق الفجوات فى القدرات العسكرية والمدنية وتعزيز القاعدة الصناعية والتكنولوجية الدفاعية للاتحاد الاوروبى. ويقوم الاتحاد بما يلى:

·         الحوار حول الاهداف الوطنية فيما يخص زيادة وتطوير النفقات الدفاعية لتتوافق مع الاحتياجات الدفاعية للاتحاد.

·        توفير مزيد من الحوافز للدول الاعضاء لكى تشترك معا فى التطوير بشكل تعاونى للقدرات

والاستثمار المشترك فى العناصر الهامة على الصعيد الاستراتيجى وفى قدرات الجيل القادم للعمل على الارض، وفى البحر، فى الجو، وفى المجال السيبرانى والفضاء الخارجى.

·        تعزيز الابتكار التكنولوجى فى مجال الدفاع لغلق الفجوات الاستراتيجية والاقلال من التبعية التكنولوجية والصناعية.

رابعا: شكل شراكات

من اجل التعامل مع الاخطار والتحديات المشتركة، الاتحاد سوف يقوم بما يلى:

·        يعزز من التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، مثل الناتو، الامم المتحدة، الشركاء الاقليميين، بما فى ذلك منظمة الامن والتعاون فى اوروبا، الاتحاد الافريقى و الاسيان.

·        تطوير مزيد من الشراكات الثنائية الخاصة مع الدول ذات التوجهات المماثلة والشركاء الاستراتيجيين مثل الولايات المتحدة وكندا والنرويج واليابان وآخرين.

·        تطوير شراكات خاصة فى غرب البلقان، دول الجوار فى الشرق والجنوب، افريقيا، اسيا، امريكا اللاتينية، بما فى ذلك عبر دعم الحوار والتعاون، تشجيع المشاركة فى بعثات وعمليات السياسة الامنية والدفاعية المشتركة للاتحاد ودعم بناء القدرات.

تعليق ختامى

1- وثيقة البوصلة الاستراتجية للامن والدفاع التى اعدتها هيئة العمل الخارجى تم طرحها عام 2022 واعتمادها من المجلس الاوروبى فى 25 مايو 2022 وتأخذ شكل خارطة طريق تتضمن محاور واهداف محددة مع برنامج زمنى لتطبيقها.

2- هى بلا شك نقلة نوعية فى مجال السياسة الامنية والدفاعية المشتركة التى تعد اكثر القطاعات حساسية فى الاتحاد من حيث الحرص الشديد من الدول الاعضاء على عدم المساس بسيادتها واحتفاظها بحرية حركة كلملة، وقد اعتبرت عدة مصادر ان البوصلة الاستراتيجية تضع هذه السياسة فى بداية طريق قد يشهد تحولات جذرية.

3- اشتعال الازمة الروسية الاوكرانية وضع الاتحاد ولاول مرة منذ انشائه امام خطر جمعى داهم وفق تقدير مشترك للدول الاعضاء تطلب وضع رؤية مشتركة حول تحرك سياسى وامنى ودفاعى عاجل، حتى ان البعض اشار الى ان روسيا بغزوها لاوكرانيا اعطت اكبر دفعة لتعزيز السياسة الامنية و الدفاعية للاتحاد الاوروبى منذ نهاية خمسينات القرن الماضى.

[1] - https://www.eeas.europa.eu/eeas/strategic-compass-security-and-defence-1_en